قلت:
قد رأيت ذلك، وتعجبت منه، فكيف التقيت بابن رواحة، أو بحسان.
قال:
لقد التقيت بشعرهم، وأعجبت به، ولاحظت فيه من الصدق ما لم ألحظه في جميع أشعار
الدنيا، فليس هناك من هو أحق بالمدح من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
عبد
الله بن رواحة:
قلت:
فلنبدأ بعبد الله بن رواحة، فإني أراه يستهل قائمة الشعراء في دفترك هذا.
قال:
أجل.. فلي محبة خاصة لهذا الشاعر المحب الصادق.
قلت:
وكيف لا تحبه، وهو من المنتجبين من أصحاب النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ، وقد حضر بيعتي العقبة الأولى والثانية،
وشهد بدرًا وأحدًا والخندق.. وأكرمه الله بالشهادة في حياة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
قال:
وفوق ذلك كان أحد شعراء النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وكان بين يدي النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم في عمرة القضاء، وكان يقول:
خَلُّوا بني الكُفَّار عَنْ سَبيلِهِ
نَضْرِبُكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ
فنادى
عليه عمر وقال له: في حرم الله وبين يدي رسول الله تقول هذا الشعر؟ فقال له النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (خَلِّ عنه يا عمر، فوالذي نفسي
بيده لكلامه أشد عليهم من وَقْعِ النبل)[1]
وقد أنشد
ذات يوم من شعره بين يدي النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قوله: