مشروعات
هندسية، حيث كان يعمل ضابطاً في الجيش البريطاني ومهندساً…
وهناك
أهدى إليه صديق ضابط بالجيش نسخة من المصحف الشريف حين لمس انبهاره بسلوكيات
المسلمين، وكان هذا الإهداء بداية تعرفه الحقيقي على الإسلام، إذْ وجد في كتاب
الله ما يوافق طبيعة نفسه ويلائم روحه…
لقد وجد
أن مفهوم الألوهية ـ كما جاء في القرآن الكريم ـ يتوافق مع المنطق والفطرة، ويتميز
ببساطة شديدة، كما لمس في الدين الإسلامي سمة التسامح، وهي السمة التي لم ير لها
وجوداً بين أهله من النصارى الذين عُرِفُوا بتعصبهم ضد الديانات الأخرى، بل ضد
بعضهم بعضاً، فالكاثوليك يتعصبون ضد البروتستانت، وهؤلاء بدورهم يتعصبون ضد
الأرثوذكس، الذين لا يقلون عن الطائفتين السابقتين تعصباً ضدهما، فكل فريق يزعم أن
مذهبه هو الحق وما عداه باطل، ويسوق في سبيل ذلك من الحجج أسفاراً يناقض بعضُها
بعضاً.
ولم يكن
بوسع اللورد هدلي إلا أن يميل للإسلام بعد اطلاعه على ترجمة معاني القرآن الكريم،
وما قرأه عن العقيدة الإسلامية، وأبطال الإسلام الأوائل الذين استطاعوا أن يصيروا
أعظم قواد العالم، وبقوة عقيدتهم أسسوا حضارة عظيمة ازدهرت لقرون طويلة، في وقت
كانت أوربُا ترزح تحت وطأة الجهل وطُغيان البابوات والكرادلة.
كما وجد
اللورد هدلي في الشريعة الإسلامية وسيرة الرسول محمد a وصحابته ومن تلاهم من التابعين
القدوة الحسنة التي تروّى روحه العطشى للحق.
وبرغم
اقتناع اللورد هدلي بالإسلام فقد ظل قرابة عشرين عاماً يكتم إسلامه لأسباب عائلية،
حتى كتب له الله أن يعلنه على الملأ في حفل للجمعية الإسلامية في لندن..
ففي ذلك
المحل صاح بصوت مرتفع قائلا: إنني بإعلاني إسلامي الآن لم أَحِدْ مطلقاً عمَّا
اعتقدته منذ عشرين سنة، ولمّا دعتني الجمعية الإسلامية لوليمتها سُرِرْتُ جداً،
لأتمكن من الذهاب إليهم وإخبارهم بالتصاقي الشديد بدينهم، وأنا لم أهتم بعمل أي
شيء لإظهار نبذي