وتحدث عن
الجمال والمصداقية التي تتسم بها العقيدة الإسلامية، فقال: (إن الوحدانية المنزهة
هي أجل مطالب الإيمان عند النبي ويوصف الإله مع الوحدانية بصفات العلم المحيط
والقدرة المحيطة والرحمة والكرم والغفران.. إن توكيد صفات البأس والجبروت في كتاب
الإسلام إنما تقدم في أوائل الدعوة التي واجه بها النبي جماعة الكفار الملحدين من
الملأ المكي المتغطرس المستطيل بالجاه والعزة، ولكن المسلم يعلم من صفات الله أنه
واسع الرحمة، وأنه أقرب إلى الإنسان من حبل وريده، وأنه هو نور السماوات والأرض، وهي
الصفة.. التي كان لها أبعد الأثر في اجتذاب العقول إلى معانيه الخفية)[2]
ومنها
شهادته عن الثمرات العظيمة التي حققها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، قال: (إننا إذا نظرنا إلى مجال
الإسلام الواسع في شؤون العقائد الدينية والواجبات الدينية والفضائل الدينية، لم
يكن في وسع أحد إلا أن يحب محمدًا نبيًا مفلحًا جدًا ومصلحًا موفقًا لأنه كما قال
بعض الكتاب وجد مكة بلدة مادية تجارية تغلب عليها شهوة الكسب المباح وغير المباح
ويمتلئ فراغ أهلها بمعاقرة الخمر والمقامرة والفحشاء، ويعامل فيها الأرامل
واليتامى وسائر الضعفاء كأنهم من سقط المتاع. فإذا بمحمد وهو فقير من كل ما يعتز
به الملأ قد جاءهم بالهداية إلى الله وإلى سبل الخلاص، وغيّر مقاييس الأخلاق
والآداب في أرجاء البلاد العربية)[3]
قلت:
إن شهادات هذا الرجل لا تقل عن الشهادة التي ينطق بها من أسلم.
قال:
صدقت.. فمثل هذه الشهادات لا يمكن إلا أن تصدر من لحظة من لحظات الإيمان الصادق.
[1] الشرق الأوسط في العصر
الإسلامي، عن العقاد: ما يقال عن الإسلام، ص 54.
[2] الشرق الأوسط في العصر
الإسلامي، عن العقاد: ما يقال عن الإسلام، ص 54.
[3] الشرق الأوسط في العصر
الإسلامي، عن العقاد: ما يقال عن الإسلام، ص 54 – 55.