المسلم
والمسلم ما انفكت تزيد في تواثق المسلمين وتآلفهم، وتعاطفهم وتضامنهم، كأنهم في
المعمور الإسلامي أمة واحدة بعضها يغار على بعض وجانب يساند آخر. دع ما هو هناك من
الأسباب الغربية للنقل والتواصل المسهلة على المسلمين القيام بالأسفار إلى كل جهة
أرادوا، فازداد بذلك تعارفهم واستمسكت أواصرهم)[1]
قلت:
إن كلمات هذا الرجل تكاد تسلم.
قال:
بل إنها أسلمت.. فهذه الكلمات لا يقولها إلا مسلم معتز بإسلامه.
سدني فيشر:
من
الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا الفصل اسم (سدني فيشر) [2]، فسألت الغريب عنه، فقال: هذا رجل
من المستشرقين له شهادات صادقة:
منها
شهادته حول تأثير القرآن الكريم في النفوس والأسماع، قال: (إن القرآن كلام الله
يشد فؤاد المسلم، وتزداد روعته حين يتلى عليه بصوت مسموع، ولكنه لا يفهم هذه
الروعة كما لم يفهمها زملاؤه الذين سبقوه إلى الاعتراف ببلاغة القرآن، واعتمادًا
على أثره البليغ في قلوب قرّائه وسامعيه، ثم يقفون عند تقرير هذه البلاغة بشهادة
السماع)[3]
ومنها
شهادته عن القيم التي جاء بها القرآن الكريم، قال: (إن القرآن كتاب تربية وتثقيف،
وليس كل ما فيه كلامًا عن الفرائض والشعائر، وإن الفضائل التي يحث عليها المسلمين
من أجمل الفضائل وأرجحها في موازين الأخلاق، وتتجلى هداية الكتاب في نواهيه كما
تتجلى
[2] الدكتور سدني فيشر: أستاذ
التاريخ في جامعة أوهايو الأمريكية، وصاحب الدراسات المتعددة في شؤون البلاد
الشرقية التي يدين الأكثرون من أبنائها بالإسلام. مؤلف كتاب (الشرق الأوسط في
العصر الإسلامي) والذي يناقش فيه العوامل الفعالة التي يرجع إليها تطور الشعوب
والحوادث في هذه البلاد وأولها الإسلام.
[3] الشرق الأوسط في العصر
الإسلامي، عن العقاد: ما يقال عن الإسلام، ص 54.