الشرق
قد مهدت الطريق أمام المسيحيين ليعتنقوا الإسلام)[1]
سكت
الغريب، فقلت: إن هذه شهادات مسلم.. لا مجرد شهادات صديق.
قال:
صدقت.. فقد يسلم المرء من غير أن يشعر.. ولو أنه وجد من يأخذ بيده لكان اسمه غير
اسمه.. ولكنت ذكرته في غير هذا الفصل.
لوثروب ستودارد:
من
الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا الفصل اسم (لوثروب ستودارد) [2]، فسألت الغريب عنه، فقال: هذا رجل
ممتلئ صدقا، وقد تحدث بشهادات كثيرة كانت محل احترام جميع الصادقين، وسأذكر لك من
شهاداته ما ينبئك عن فهمه العميق للإسلام، وحبه العظيم له.
لقد
اعتبر الإسلام من أعجب حوادث التاريخ، فقال: (كاد يكون نبأ نشوء الإسلام النبأ
الأعجب الذي دوّن في تاريخ الإنسان. ظهر الإسلام في أمة كانت من قبل ذلك العهد
متضعضعة الكيان، وبلاد منمطة الشأن، فلم يمضِ على ظهوره عشرة عقود حتى انتشر في
نصف الأرض ممزقًا ممالك عالية الذرى مترامية الأطراف، وهادمًا أديانًا قديمة كرت
عليها الحقب والأجيال، ومغيرًا ما بنفوس الأمم والأقوام، وبانيًا عالمًا حديثًا
متراص الأركان، هو عالم الإسلام)[3]
وتحدث عن
انتشار الإسلام من غير دعم أي سلطة غير سلطة الحق الذي يحمله، قال:
[2] لوثروب ستودارد Lothrop
Stoddard مؤلف أمريكي يتميز بسعة اطلاعه
على معطيات العالم الإسلامي الحديث. ويعد كتابه: (حاضر العالم الإسلامي) من أهم
المؤلفات الحديثة التي عالجت قضايا هذا العالم ومجريات أحداثه عبر النصف الأول من
هذا القرن. وقد زادته قيمة علمية، التعليقات والإضافات الخصبة التي ألحقها الأمير
شكيب أرسلان بطبعته العربية.