استجابوا
له فرادى وأفواجا، فقال: ( لو كان دين محمد انتشر بالعنف والإجبار للزم أن يقف
سيره بانقضاء الفتوحات الاسلامية مع أننا لا نزال نرى القرآن يبسط جناحيه في جميع
ارجاء العالم)
ثم ضرب
مثلا على ذلك بوجود عدة ملايين من المسلمين في الصين، مع أن الفتوحات الاسلامية لم
تبلغ تلك البلاد، كما ضرب المثل بانتشاره بين الملايين من سكان القارة الافريقية !
ثم قال: (وهكذا
جلب الاسلام قسما عظيما من العالم بما أودع فيه من إعلاء شأن النفس)
وتحدث
كاستري عن تعذر إخراج المسلمين عن دينهم عندما تناول الصعوبات العديدة التي اعترضت
سبيل المبشرين الفرنسيين في مستعمراتهم الإفريقية ومنها الجزائر ـ لحمل المسلمين
على نبذ دينهم ـ فقال: ( إن الإسلام ليس في أهله من يمرق عنه إلى غيره ، وبعيد عن
فكر المسلمين تصور هذا الامر ، حتى أنهم لا يجدون لفظاً يعبرون به عن صفات من
يأتيه، كما أنهم تحيروا في وصف المسلمين الذين تجنسوا بالجنسية الفرنسية ، لأن
فيها معنى من معاني الردة)
بعدها
قارن (كاستري) بين العجز عن حل المسلمين على ترك دينهم، ومايلقاه المسلمون - في
الوقت نفسه - من يسر في أقناع غيرهم باعتناق دينهم.
ثم اختتم
كاستري كتابه بقوله: (لو لم يكن للإسلام من فائدة إلا تحويل عبدة الاصنام من
وثنيين إلى موحدين ، وترقية أخلاقهم ومكانتهم، لكفى بذلك داعيا إلى معاملته بسياسة
التلطف والاعتدال ، جريا على قاعدة العمل بأخف الضررين)
سكت الغريب
قليلا، ثم قال: هذا عرض مختصر لما جاء في كتابه، وسأذكر لك الآن بعض شهاداته التي
أهلته لأن يصادق الإسلام:
فمنها
شهادته عن الإعجاز القرآني، والتي يقول فيها: (إن العقل يحار كيف يتأتى أن تصدر