ويقول:
(إن محمدًا الذي خلق القيادة لم يطلب معاصريه بغير ما يفرض عليهم من الطاعة لرجل
يبلّغهم رسالات الله، فهو بذلك واسطة بين الله رب العالمين والناس أجمعين.. وكان
ينهى عن عدّه ملكًا.. ولقد نال السلطان والثراء والمجد، ولكنه لم يغتر بشيء من هذا
كله فكان يفضل إسلام رجل على أعظم الغنائم، ومما كان يمضه عجز كثير من الناس عن
إدراك كنه رسالته)[1]
ويتحدث
عن الجهد العظيم الذي بذله رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في سبيل نجاح الدعوة، فيقول: (تجلت بهذه الرحلة الباهرة [حجة
الوداع] ما وصلت إليه من العظمة والسؤدد رسالة ذلك النبي الذي أنهكه اضطهاد عشر
سنين وحروب عشر سنين أخرى بلا انقطاع، وهو النبي الذي جعل من مختلف القبائل
المتقاتلة على الدوام أمة واحدة)[2]
ويقول:
(الحق أن النبي لم يعرف الراحة ولا السكون بعد أن أوحي إليه في غار حراء، فقضى حياة
يعجب الإنسان بها، والحق أن عشرين سنة كفت لإعداد ما يقلب الدنيا، فقد نبتت في
رمال الحجاز الجديبة حبة سوف تجدد، عما قليل، بلاد العرب وتمتد أغصانها إلى بلاد
الهند والمحيط الأطلنطي. وليس لدينا ما نعرف به أن محمدًا أبصر، حين أفاض من جبل
عرفات، مستقبل أمته وانتشار دينه، وأنه أحسّ ببصيرته أن العرب الذين ألّف بينهم
سيخرجون من جزيرتهم لفتح بلاد فارس والشام وأفريقية وإسبانية)[3]
ويتحدث
عن الأسباب الحقيقية التي جعلت الإسلام ينتشر بدل خرافة السيف، فيقول: (إن الذي
أدى إلى تنافر الإسلام والنصرانية وتغلّب الإسلام على النصرانية هو ما كانت عليه
النصرانية من الفساد في القرن السابع من الميلاد، وفرق النصرانية الضالة هي التي
كان محمد