من
الأتقياء العابدين، وكان محمد يتحدى الإنس والجن بأن يأتوا بمثله، وكان هذا التحدي
أقوم دليل لمحمد على صدق رسالته.. ولا ريب أن في كل آية منه، ولو أشارت إلى أدق
حادثة في حياة الخاصة، تأتيه بما يهزّ الروح بأسرها من المعجزة العقلية، ولا ريب
في أن هنالك ما يجب أن يبحث به عن سرّ نفوذه وعظيم نجاحه)[1]
ويتحدث
عن مظاهر الصدق التي تدل على أن القرآن الكريم ليس افتراء من محمد a، فيقول: (كان لمحمد بالوحي آلام
كبيرة.. وحالات مؤثرة كره أن يطلع الناس عليها، ولاحظ أبو بكر ذات يوم، والحزن ملء
قلبه، بدء الشيب في لحية النبي فقال له النبي: (شيّبتني هود وأخواتها: الواقعة
والحاقة والقارعة). وكان النبي يشعر بعد الوحي بثقل في رأسه فيطبه بالمراهم، وكان
يدثر حين الوحي فيسمع له غطيط وأنين. وكان إذا نزل الوحي عليه يتحدر جبينه عرقًا
في البرد)[2]
ويقول:
(كان محمد، وهو البعيد من إنشاء القرآن وتأليفه ينتظر نزول الوحي إليه أحيانًا على
غير جدوى، فيألم من ذلك، ويود لو يأتيه الملك متواترًا)[3]
ويتحدث
عن بعض مواقف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الدالة على صدقه بإعجاب، فيقول: (ولد لمحمد، من مارية القبطية
ابنه إبراهيم فمات طفلاً، فحزن عليه كثيرًا ولحده بيده وبكاه، ووافق موته كسوف
الشمس فقال المسلمون: إنها انكسفت لموته، ولكن محمدًا كان من سموّ النفس ما رأى به
ردّ ذلك فقال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد..)[4] فقول
مثل هذا مما لا يصدر عن كاذب دجال)[5]