(إن
الإسلام يختلف عن النصرانية في كثير من الأصول، ولا سيّما في التوحيد المطلق الذي
هو أصل أساسي، وذلك أن الإله الواحد الذي دعا إليه الإسلام مهيمن على كل شيء ولا
تحفّ به الملائكة والقديسون وغيرهم ممن يفرض تقديسه، وللإسلام وحده أن يباهي بأنه
أول دين أدخل التوحيد إلى العالم. إن سهولة الإسلام العظيمة تشتق من التوحيد
المحض، وفي هذه السهولة سرّ قوة الإسلام، والإسلام، وإدراكه سهل، خال مما نراه في
الأديان الأخرى ويأباه الذوق السليم، غالبًا، من المتناقضات والغوامض، ولا شيء
أكثر وضوحًا وأقل غموضًا من أصول الإسلام القائلة بوجود إله واحد، وبمساواة جميع
الناس أمام الله.. وأنك، إذا ما اجتمعت بأي مسلم من أية طبقة، رأيته يعرف ما يجب
عليه أن يعتقد ويسرد لك أصول الإسلام في بضع كلمات بسهولة، وهو بذلك عكس النصراني
الذي لا يستطيع حديثًا عن التثليث والاستحالة وما ماثلهما من الغوامض من غير أن
يكون من علماء اللاهوت)[1]
وهو
يتحدث عن القابلية التي يتمتع بها الإسلام، بحيث تجعل الكل مقبلا عليه، فيقول:
(الإسلام يعدّ من أشد الأديان تأثيرًا في الناس، وهو مع مماثلته لأكثر الأديان في
الأمر بالعدل والإحسان والصلاة.. إلخ، يعلّم هذه الأمور بسهولة يستمرئها الجميع،
وهو يعرف، فضلاً عن ذلك، أن يصبّ في النفوس إيمانًا ثابتًا لا تزعزعه الشبهات)[2]
ويتحدث
عن أسرار تلك القابلية، فيقول: (تأثير دين محمد في النفوس أعظم من تأثير أي دين
آخر، ولا تزال الأعراف المختلفة التي اتخذت القرآن مرشدًا لها تعمل بأحكامه كما
كانت تفعل منذ ثلاثة عشر قرنًا)[3]
ويقول:
(ساعد وضوح الإسلام البالغ وما أمر به من العدل والإحسان كل المساعدة على