سبحانه
وتعالى سيجازيه خير الجزاء على كل ما يقدمه من خير لمجتمعه، فالله يقول في سورة
الزلزلة:﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ﴾ (الزلزلة:7)، وبالنسبة لي فإنني لم أكتف بدراستي الخاصة في الفلسفة،
بل إنني حاولت في شتى فروع المعرفة، وخاصة في إثبات وحدانية الله خالق كل شيء،
ومدبر كل شيء في هذا الكون، الذي تهدده الحضارة المادية الإلحادية التي تكاد تقضي
على كل ما توارثته الأجيال الماضية والحاضرة من تقدم وازدهار. فسلاح العلم وحده لا
يُستخدم إلا في الخير والبناء، لا في الدمار والخراب، وذلك هو الأمل لأبناء
البشرية جمعاء للوصول إلى الحقيقة الكبرى، وإلى خلاص العالم من مشاكله.
فالعلم
والبحث كانا سبباً في انبثاق إشراقة الأمل ونور الحق، وإنارة الطريق أمامي..
ليهديني ربي إلى الصراط المستقيم، ويرشدني إلى بر الامان، وينقذني من العذاب
الشديد الذي كنت أعانيه نتيجة الصراع العنيف الذي كان يدور في نفسي، ولا ريب في
هذا الكلام، فإنني أعتقد بأن الإسلام ـوهو شريعة الله والحق ـ معناه السلام، بكل
ما تحتويه هذه الكلمة من معانٍ كبيرة، وأولها السلام بين الشخص ونفسه.
فالنفس ـ
وهي الأمارة بالسوء ـ لا تستطيع أن تسيطر عليها وتوجهها إلى خير الفرد والمجتمع،
إلا الشريعة الإسلامية ومبادئها السمحاء.
فالشهادة
تعني أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. تعني أن الناس جميعاً متساوون، لا فضل
لعربي على أعجمي إلا بالتقوى..
واتصال
العبد مباشرة بخالقه خمس مرات يوميّاً ـ في صلاته ـ زادٌ يومي يُذَكّرَهُ بوجود
الخالق، ويدعوه إلى إتباع ما دَعَا إليه، واجتناب ما نَهى عنه.. ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ
مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ (آل عمران:110)
والزكاة
تُوحدُ بين القلوب، وتقضي على الحقد والبغض والحسد، فتقرب بين المسلمين