من
الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا الفصل اسم (رحمة بورنومو)[1]، فسألت الغريب عنه، فقال: لقد كان
قبل إسلامه قسا وورئيساً للتبشير في كنيسة (بيتل إنجيل سبينوا)[2].. وهو من عائلة دينية، فقد كان جده
قسيساً ينتمي إلى مذهب البروتستانت، وكان أبوه قسيساً على مذهب بانتي كوستا، وكانت
والدته معلمة الإنجيل للنساء.
وقد كان
حديثه ـ في بحثه عن الحق ـ يشبه حديث سلمان الفارسي، وسأورده عليك كما ذكره لي:
لقد ذكر
لي أنه في البدء أنه كان قد امتلأ بما يمتلئ به الكثير من رواد الكنيسة والقائمين
عليها من حقد على الإسلام.. قال: لم يخطر ببالي ولو للحظة واحدة أن أكون من
المسلمين، إذ أنني منذ نعومة أظفاري تلقيت التعليم من والدي الذي كان يقول لي
دائماً: (إن محمداًً رجل بدوي صحراوي ليس له علم ولا دراية، ولا يقرأ وأنه أمي)،
هكذا علمني أبي، بل أكثر من ذلك فقد قرأت للبروفسور الدكتور ريكولدي النصراني
الفرنسي قوله في كتاب له بأن محمداً رجل دجال يسكن في الدرك التاسع من النار،
وهكذا كانت تساق المفتريات الكثيرة لتشويه شخصية الرسول a، ومنذ ذلك الحين تكونت لدي فكرة
مغلوطة راسخة تدفعني إلى رفض الإسلام، وعدم اتخاذه ديناً.
وقد كانت
هذه الشبهات هي السبب في تأخر إسلامه.. فهو لم يكتشف الإسلام إلا بعد أن مر على
مذاهب مختلفة، وديانات مختلفة.
قلت:
ما الذي جعله يفكر في تغيير دينه؟
[1] انظر: مجلة الفيصل في
عددها الصادر في أكتوبر 1992.
[2] انظر: كتاب (علو الهمة)
للشيخ محمد بن إسماعيل ص (239-254) بتصرف.