لا
تدل إلا على أنه مسلم يكتم إسلامه.. وقد كان ذلك من أهم أسباب هدايتي.
فقد هجر
الكنائس والوعظ والجمعيات التبشيرية تماما.. وكان يرفض تقبيل أيدي الكهنة (وهذا
أمر عظيم عند النصاري).. وكان لايؤمن بالجسد والدم (الخبز والخمر) أي لا يؤمن
بتجسيد الإله.. وبدلاً من نزوله صباح يوم الجمعة للصلاة أصبح ينام ثم يغتسل وينزل
وقت الظهر.. وكان ينتحل الأعذار للنزول وقت العصر والعودة متأخرا وقت العشاء.
ومما قوى
هذا الموقف عندي أنه صار ينطق بألفاظ جديدة لم يكن يقولها مثل (أعوذ بالله من
الشيطان) (لا حول ولا قوة الا بالله)..
وقد وجدت
بعد موته عام 1988 بالإنجيل الخاص به قصاصات ورق صغيرة يوضح فيها أخطاء موجودة
بالأناجيل وتصحيحها.. بل عثرت علي إنجيل جدي (والد أبي) طبعة 1930 وفيها توضيح
كامل عن التغيرات التي أحدثها النصاري فيه منها تحويل كلمة (يا معلم) و(يا سيد)
إلى (يا رب) ليوهموا القارئ أن عبادة المسيح كانت منذ ولادته.
قلت:
إن كل ما ذكرته أدلة قوية تشير إلى إسلامه.. ولكن لم كان يكتمه؟
قال:
ألم تسمع بقول اللورد هدلي؟
قلت:
تقصد قوله: (إنني أعتقد أن هناك آلافاً من
الرجال والنساء أيضاً، مسلمون قلباً، ولكن خوف الانتقاد والرغبة في الابتعاد عن
التعب الناشئ عن التغيير، تآمروا على منعهم من إظهار معتقداتهم)
قال:
أجل.. ولو أن هذه الحواجز النفسية رفعت لرأيت غير ما ترى، وسمعت غير ما تسمع.
قلت:
فكيف أزلت أنت هذه الحواجز النفسية؟
قال:
ذلك فضل الله.. وتلك هدايته التي ملأ بها قلبي، مع أني تعرضت لحواجز كثيرة اجتمعت
على أن تحول بين قلبي وبين الإيمان.. لكن الله بفضله وكرمه رفعها عني.