قال:
المحب الشغوف بحبيبه لا يصبر على فراقه، ولهذا تراه يحن إليه كل حين، ويلتجئ إليه
في كل مناسبة.
قلت:
ذاك قد يصح مع حبيب حي.. ولكنه لن يصح أبدا مع حبيب ميت.
قال:
إن المحبوب يموت عند جميع الناس إلا عند من يحب.. فإنه يظل حيا، ولذلك لا حرج عليه
أن يلتجئ إليه.
قلت:
ولكن الناس يضحكون عليه حينذاك، وقد يرمونه بالجنون.
قال:
المحب الصادق يستلذ جنونه في محبوبه.
قلت:
عد بنا إلى هذه الكلمة وعلاقتها برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. وعلاقتها بعد ذلك بالأولياء.
قال:
لقد لاحظت من خلال معايشتي لبعض هؤلاء أولياء، أو كتاباتهم، أنهم لا يتعاملون في
علاقتهم برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلا كما يتعامل الأحياء مع الأحياء.
قلت:
ألا يعتقدون موته!؟.. فإن كان كذلك، فاقرأ عليهم قول الله تعالى:﴿ إِنَّكَ
مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30)
قال:
قد قرأت عليهم قوله تعالى:﴿ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ (آل عمران:169)