responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244

التعظيم:

قلت: حدثتني عن الكلمة الأولى، فحدثني عن الثانية.

قال: الكلمة الثانية هي التعظيم.. انظر في الدفتر إنها تلي كلمة الحب مباشرة.

قلت: لم كانت كذلك؟

قال: لأنه لا يعظم في عين الحبيب إلا محبوبه.

قلت: فهل تروي قصة عن هذه الكلمة؟

قال: أروي في ذلك قصصا، لكني سأقتصر لك على واحدة منها.

قلت: فحدثني عنها.

قال: في بلد من بلاد الله رأيت رجلا عليه سيما الوقار، وعلى جبينه نور يملأ النفس هيبة وجمالا، وكان في طريقة يسير كما يسير سائر الناس، ولكنه فجأة انحنى على ورقة مرمية على الأرض، فمسح عنها الأذى، ثم قبلها، ثم وضعها على جيبه، فحدثت نفسي بأن أتبعه لأرى سر تلك الورقة.

في طريقي خلفه رأيته يدخل حانوت عطار، ويشتري بعض المسك، ثم يخرج تلك الورقة، ويعطرها بذلك المسك، فلم أجد نفسي إلا بجانبه، ولم أجد لساني إلا وهو يقول له: ما شأن هذه الورقة التي لقيت منك كل هذا التعظيم.

لم يحتج إلى وقت يفكر فيه، بل أجاب مباشرة: هذه ورقة فيها اسم لحبيب غال، واسم الحبيب لا ينبغي أن يهان.. بل ينبغي أن يعظم ويقدس، ويعطر بكل مسك.

قلت: من حبيبك هذا الذي ملأته تعظيما ورفعة.

فأجابني على الفور: محمد..

قلت: تقصد نبي المسلمين؟

قال: أجل.. وهل هناك من حمدته السماء والأرض غيره، فصار محمود الكل.

اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست