قال آخر:
ويدل على هذا كذلك كل الأحاديث التي تبين مواصفات القريب من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وهي في مجموعها تدل على الخصال
الكبرى التي كان يتصف بها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من الأخلاق الفاضلة التي مدحه بها ربه، فقال تعالى:﴿
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4)
قال آخر:
الخلق العظيم هو السنة التي كان عليها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وهي التي أخبر بالأجر الجزيل لمن
أحياها، ودليل ذلك الأحاديث التي تبين موصافات القريب منه a، ومن ذلك قوله a في هذا الحديث الصحيح الصريح: ( إن
من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي
وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون قالوا يا رسول
الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون)
قال آخر:
وفي أحاديث أخرى يجعل القريب منه هو القريب من المستضعفين من الناس، كقوله a ترغيبا في الاهتمام بتربية البنات:
(من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين وأشار بأصبعيه)، وقوله a في كفالة الأيتام: ( أنا وكافل
اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بأصبعيه يعني السبابة والوسطى)
قال
آخر: وفي حديث آخر يذكر فضل المرأة التي تحبس نفسها على أيتامها، قال a: ( أنا وامرأة سفعاء الخدين
كهاتين يوم القيامة وأومأ يزيد بالوسطى والسبابة امرأة آمت من زوجها ذات منصب
وجمال حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا)
قلت:
أرى قوما يقصرون المحبة على ما يتصورونه إحياء السنة.
قال
أحدهم: علامة إحياء السنة الحقيقي هو أن يعيش حياة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بقيمها ومبادئها وسموها، وهو
يستحضر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
في كل حركة من حركاته، حتى كأنه يشاهده عيانا، وبذلك يكون رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم هو دليله الأعظم على الله، وعلى
الأدب مع الله.