قال:
هذا البطل الهمام أرضى هؤلاء على حساب أولئك.. فلذلك أبغضوه.. وسيبغضه هؤلاء
أيضا.. لأن القلوب لا بد أن تعود إلى لحظات الصدق لترى الإجرام إجراما والعدل
عدلا.
قلت:
فأين الذي تجتمع عليه كل القلوب؟
قال:
ذاك ما أبحث عنه.. فمن ظفر به ظفر بالإكسير الذي يجعله إنسانا.
قلت:
فسلمني دفتر قلوبك لأنطلق مما وصلت إليه في بحثي.
قال:
لا تسلم لك الحقائق إلا بالمعاناة.. فسر، وسل القلوب، وابحث.. فما وصل إلا من سار.
قال
ذلك، ثم انصرف.
في
ذلك المساء اشتريت دفترا.. وصرت أبحث عن كل نفحة صدق تفوح بها الألسن في لحظة
تقدسها.