تلك الشمس المقدسة: (وامتلأت القلوب حبا لها، وشوقا إليها)[1]
قال: لقد ذكرت لك العذراء مقياسا من مقاييس الحقيقة.. فابحث عنه.. فكل من بحث وصل.
قلت: أين !؟
قال: سر في أرض الله.. واتخذ لنفسك دفترا.. وابحث عن نبرات الصدق الحقيقي التي تنطلق من القلوب.. ففي تلك النبرات ما يدلك على تلك الشمس المقدسة.
قلت: لكل شخص وجهة هو موليها.
قال: ولكن الناس يفترقون في كل شيء إلا عند الشمس، فإنهم يجتمعون.. يجتمع الجميع.
قلت: لم أفهم.
قال: لقد كنا نشيع ذلك البطل الهمام في نظرنا.. وفي نظر أهل بلدنا!؟
قلت: أجل..
قال: ولكن قلوب الآلاف.. بل عشرات الآلاف.. بل الملايين.. تلعن هذا النعش الذي كنا نسمع تأبينه.
قلت: أجل.. وهم أحرار فيما يحبون، وفيما يبغضون.
قال: بل هم مجبرون على ذلك.. فلولا ما فعل بهم ما أبغضوه.
قلت: ولكن هؤلاء الذين أحبوه فعل لهم.. فلذلك أحبوه.
قال: وهذا مقياس آخر.
[1] انظر [أنبياء يبشرون بمحمد] من هذه السلسلة.