ومن هذه
الأسئلة: إذا كان الله هو الذي يضر وينفع، وهو الذي يعطي ويمنع، فلماذا لا نسأله
مباشرة !؟.. ولماذا يتحتم علينا الذهاب إلى الكاهن كي يتوسط بيننا وبين من خلقنا
!؟.. أليس القادر على كل شيء هو الأولى بالسؤال !؟
أسئلة
كثيرة كهذه كانت تُلحُّ علي، فلمّا لم أتلق الأجوبة المقنعة عنها توقفت عن الذهاب
إلى الكنيسة، ولم أعد للاستماع لقصص الرهبان غير المقنعة، والتي لا طائل منها.
لقد كنت
أؤمن بالله وبعظمته وبقدرته، لذلك رحت أدرس أدياناً أخرى، دون أن أجد فيها أجوبة
تشفي تساؤلاتي في الحياة، وبقيت أعيش الحيرة الفكرية حتى بدأت دراستي الجامعية،
فتعرفت على شاب مسلم تعرفت من خلاله على الإسلام، فأدهشني ما وجدت فيه من أجوبة
مقنعة عن تساؤلاتي الكبرى.
وبقيت
سنة كاملة وأنا غارقة في دراسة هذا الدين الفذ، حتى استولى حبه على قلبي، والمنظر
الأجمل الذي جذبني إلى الإسلام هو منظر خشوع المسلم بين يدي الله في الصلاة، كانت
تبهرني تلك الحركات المعبرة عن السكينة والأدب وكمال العبودية لله تعالى، فبدأت
أرتاد المسجد، فوجدت بعض الأخوات الكنديات اللواتي سبقنني إلى الإسلام، وهو ما
شجعني على المضي في الطريق إلى الإسلام، فارتديت الحجاب أولاً لأختبر إرادتي،
وبقيت أسبوعين حتى كانت لحظة الانعطاف الكبير في حياتي، حين شهدت أن لا إله إلا
الله وأن محمداً رسول الله.
إن
الإسلام الذي جمعني مع هذا الصديق المسلم، هو نفسه الذي جمعنا من بعد لنكون زوجين
مسلمين، لقد شاء الله أن يكون رفيقي في رحلة الإيمان هو رفيقي في رحلة الحياة.