قلت:
أراك وضعت أسماء كثيرة في هذا الفصل.. فهل التقيت بهم جميعا؟
قال:
هناك من التقيت به.. وهناك من حدثني بحديثه الثقاة.. وهناك من قرأت له، أو قرأت
عنه.
الفونس إيتان دينيه:
كان من
أول الأسماء التي وضعت في هذا الفصل اسم (الفونس إيتان دينيه)[1]، فسألت الغريب عنه، فقال: هذ الرجل
من كبار الفنانين والرسامين العالميين، وقد دُوّنت أعماله في معجم (لاروس)، ولا
تزال جدران المعارض الفنية في فرنسا تزين بلوحاته الثمينة، وفيها لوحته الشهيرة
(غادة رمضان)
وقد
أسلم، وألّف بعد إسلامه العديد من الكتب القيمة، منها كتابه الفذ (أشعة خاصة بنور
الإسلام)، و(ربيع القلوب)، و(الشرق كما يراه الغرب)، و(محمد رسول الله)، و(الحج
إلى بيت الله الحرام).. وغيرها.
وقد ذكر
في هذه الكتب أسرار انجذابه الإسلامه، ومن أقواله في ذلك:
(لقد أكد
الإسلام من الساعة الأولى لظهوره أنه دينٌ صالحٌ لكل زمان ومكان، إذ هو دين
الفطرة، والفطرة لا تختلف في إنسان عن آخر، وهو لهذا صالح لكل درجة من درجة
الحضارة)[2]
(لقد حقق
القرآن معجزة لا تستطيع أعظم المجامع العلمية أن تقوم بها، ذلك أنه مكن للغة
العربية في الأرض بحيث لو عاد أحد أصحاب رسول الله إلينا اليوم لكان ميسورًا له أن
يتفاهم تمام التفاهم مع المتعلمين من أهل اللغة العربية، بل لما وجد صعوبة تذكر
للتخاطب مع
[1] ايتين دينيه ( 1861 – 1929 ) Et. Dinet تعلم في فرنسا، وقصد الجزائر، فكان يقضي في بلدة بوسعادة نصف
السنة من كل عام، وأشهر إسلامه وتسمى بناصر الدين (1927)، وحج إلى بيت الله الحرام
(1928).