أتى لنا بكتاب الله معجزة
يهدي إلى الرشد كم يحلو بكل فم
وجاء يقرؤه باسم الرشاد
على الوجود من كان ذا سمع وذا صمم
سبت عقول بني الإنسان لهجته
لا يستطيع لعمري وصفها قلمي
تفجرت منه أنهار الفصاحة
والبيان والعلم والآداب والحكم
كلامه معجز الله ميزه
وهديه خير هدي للناس كلهم
قد خصه الله بالتقدير قدره
في سابق العلم قد والاه بالنعم
فكل فضل فمن فضل النبي وقل
ماشئت في فضل رب التاج والشمم
تعاظمت أشرقت أرجاء ساحته
بنوره في نواحي الأرض كالنجم
لله ماناله المختار من شرف
مقامه الفذ لم يدرك ولم يرم
أثنى الإله على أخلاقه وأتى
في سورة النون في الفرقان والقلم
يكفي القرآن ثناء في شمائله
لله ما جاء في القرآن من قسم
لله من قسم ماناله أحد
لا فخر أرفع من هذا لدى الأمم
وقد دعا أمم الدنيا بأجمعها
وكان ذلك بعد الرعي للغنم
أخلاقه قط لم يظفر بها بشر
رتل شمائله الحسناء بالنغم
أزكى البرية أخلاقاً وأنبلهم
قصداً وأوفاهم بالعهد والذمم
يسدي النوال بلا من يكدره
يحنو على الناس من صحب ومن حشم
وأزهد الخلق في الدنيا وزهرتها
حول الملذات والزينات لم يحم
لم يمتليء جوفه والله من شبع
وساده حشوه ليف من الأدم
والمال وافاه لكن كان ينفقه
على المقلين من ذي الجوع والعدم
قد ارتضى بحياة الكد عن رغب
من يحذ حذو حياة الطهر يتسم