responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 112

بسنته.

قال: فأرشد هؤلاء إلى البوصيري وأحفاد البوصيري.

قلت: كيف أرشدهم إليه.. وهم يحملون سيوفهم عليه.

قال: فأنبئهم أن سنة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم تبدأ من الداخل.. فمن لم يزين باطنه بسنة الرحمة واللطف والمودة لم يظهر على ظاهره إلا الخراب.

قلت: صدقت.. وقد بلينا بالخراب الذي تتحدث عنه.. عد بنا إلى البردة.. وعد بنا إلى أجمل أبياتها.

قال: أجمل أبياتها هي الأبيات التي مدح فيها الحبيب a.. لقد قال في ذلك:

ظَلمتُ سُنَّةَ مَن أحيا الظلامَ الى

أنِ اشتَكَتْ قدمَاهُ الضُّرَّ مِن وَرَمِ

وشَدَّ مِن سَغَبٍ أحشاءَهُ وطَوَى

تحتَ الحجارةِ كَشْحَاَ ًمُتْرَفَ الأَدَمِ

وراوَدَتْهُ الجبالُ الشُّمُّ مِن ذَهَبٍ

عن نفسِه فأراها أيَّمَا شَمَمِ

وأكَّدَت زُهدَهُ فيها ضرورَتُهُ

اِنَّ الضرورةَ لا تعدُو على العِصَمِ

محمدٌّ سيدُ الكونينِ والثقَلَيْنِ

والفريقين مِن عُربٍ ومِن عَجَمِ

نَبِيُّنَا الآمِرُ النَّاهِي فلا أَحَدٌ

أبَرُّ في قَولِ لا منه ولا نَعَمِ

هُو الحبيبُ الذي تُرجَى شفاعَتُهُ

لكُلِّ هَوْلٍ مِن الأهوالِ مُقتَحَمِ

دَعَا الى اللهِ فالمُستَمسِكُون بِهِ

مُستَمسِكُونَ بِحبلٍ غيرِ مُنفَصِمِ

فاقَ النَّبيينَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ

ولم يُدَانُوهُ في عِلمٍ ولا كَرَمِ

وكُلُّهُم مِن رسولِ اللهِ مُلتَمِسٌ

غَرْفَا مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَمِ

وواقِفُونَ لَدَيهِ عندَ حَدِّهِمِ

مِن نُقطَةِ العلمِ أو مِن شَكْلَةِ الحِكَمِ

فَهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصورَتُهُ

ثم اصطفاهُ حبيباً بارِيءُ النَّسَم

اسم الکتاب : قلوب مع محمد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست