وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله
فمن عنده تيسير ما يتشدد
فبينا هم في نعمة الله بينهم
دليل به نهج الطريقة يقصد
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى
حريص على أن يستقيموا ويهتدوا
عطوف عليهم لا يثنى جناحه
إلى كنف يحنو عليهم ويمهد
فبينا هم في ذلك النور إذ غدا
إلى نورهم سهم من الموت مقصد
فأصبح محمودا إلى الله راجعا
يبكيه حق المرسلات ويحمد
وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها
لغيبة ما كانت من الوحي تعهد
قفارا سوى معمورة اللحد ضافها
فقيد يبكينه بلاط وغرقد
ومسجده فالموحشات لفقده
خلاء له فيه مقام ومقعد
وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت
ديار وعرصات وربع ومولد
فبكي رسول الله يا عين عبرة
ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
وما لك لا تبكين ذا النعمة التي
على الناس منها سابغ يتغمد
فجودي عليه بالدموع وأعولي
لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
وما فقد الماضون مثل محمد
ولا مثله حتى القيامة يفقد
أعف وأوفى ذمة بعد ذمة
وأقرب منه نائلا لا ينكد
وأبذل منه للطريف وتالد
إذا ضن معطاء بما كان يتلد
وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى
وأكرم جدا أبطحيا يسود
وأمنع ذروات وأثبت في العلا
دعائم عز شاهقات تشيد
وأثبت فرعا في الفروع ومنبتا
وعودا غذاه المزن فالعود أغيد
رباه وليدا فاستتم تمامه
على أكرم الخيرات رب ممجد