قال: فإلى ماذا دله صاحبه الناصح؟
قلت: إلى التواضع لله، كما قال تعالى:{ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً}(الكهف:37 ـ 38)
قال: وما هو الموقف الصحيح الذي دله عليه؟
قلت: هو ما نص عليه قوله تعالى على لسان الصاحب الناصح:{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً}(الكهف:39 ـ 41)
قال: فما هي نتيجة مصارعة الكافر لله؟
قلت: هو ما نص عليه قوله تعالى:{ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً}(الكهف:42 ـ 43)
قال: أتدري لم قال:{ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً }؟
قلت: لم، فلم يذكر القرآن الكريم أن هذا الصاحب من عباد الأصنام.
قال: بلى، فقد كان من عباد أخطر الأصنام، وهو صنم الأنا، صنم القوة التي تريد أن تصارع الله، وتعجز الله.
قلت: ألهذا إذن تكون عاقبة هؤلاء الهلاك الحتمي؟