responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 267

أدواته فداوى جرحك..

بادرته، قائلا: أشكره جزيل الشكر، وأعطيه جزاءه على خدمته.

قال: لكنه لم يطلب جزاء ماديا على ذلك، بل جعل جزاءه أن يمسك سكينه ويضع في قلبك جرحا بدل الجرح الذي في يدك.

قلت: أقاتله إن هم بذلك، فإني أرضى أن تجرح يداي جميعا، بل جميع أطرافي، ولا أرضى أن يجرح قلبي، فهو المحرك الذي يضخ الحياة لأعضائي وأجهزتي.

قال: وهكذا يفعل المتكرم الذي يضع بعض فضلاته في يد هؤلاء المساكين، ثم يمسك سكينه، ويقطع قلوبهم إربا إربا.

قلت: فهمت قصدك، أنت تريد المن والأذى الذي يتعامل به المكرمون مع المساكين.

قال: نعم، فإن المن أخطر من الفقر، فالمن يصيب الروح والقلب والحقيقة الإنسانية، بينما الفقر لا يصيب إلا بعض أجزائك الظاهرة.

قلت: ذلك صحيح، فقد اشتد القرآن الكريم في النهي عن كل ما يؤذي الفقير.

قال: لأن الله تعالى الرحيم يعلم دخيلة الفقير، فهو لا يشكو من الجوع بقدر ما يشكوا من الحرمان النفسي والاجتماعي.

قلت: ولهذا اعتبر الله تعالى القول المعروف والكلمة الطيبة التي تقال

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست