قلت: لقد فهمت المثال الأول، ورأيت نوع المغالطة فيه، فهات المثال
الثاني.
قال: هذه الخدعة تسمى خدعة النعامة.
ضحكت، وقلت: وما خدعة النعام؟
قال: أنتم تنسبون أشياء كثيرة
للحيوانات، فتسمون الرقص الماجن ( رقصة البجعة )، فكيف غابت عنكم ( خدعة النعامة
)؟
قلت: لا أدري.. أرقصة هي كذلك؟
قال: هي نوع من رقص الشياطين على
عقل الإنسان.
قلت: أفيتحول عقل الإنسان بذلك إلى
مرقص.
قال: إن العقل الذي يستطيع أن يصير
عرشا للملوك، وجنة من جنان الكمال، وجامعة من جامعات العلم، لن يستحيل عليه أن
يصير مرقصا أو مستنقعا أو ساحة حرب.
قلت: فاشرح لي هذه الخدعة حتى لا
تنطلي علي.
قال: يحكى أنه قيل للنعامة ( إبل
الطير ): لـماذا لا تطيرين؟ فانك تـملكين الـجناح، فقبضتْ وطوتْ جناحيها قائلةً:
أنا لست بطائر بل إبل، فأدخلت رأسها في الرمل تاركةً جسدها الضخـم للصياد،
فاستهدفها.. ثم قالوا لـها: فاحـملي لنا إذن هذا الـحـمل إن كنتِ إبلا كما تدّعين،
فعندها صفّت جناحيها ونشرتهـما قائلة: أنا طائر، وتفلت من تعب الحمل. فظلت