responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 243

قلت: أتضرب لي أمثلة على خداع النفس.

قال: نعم، سأضرب لك مثالين على خداع النفس، وتلاعبها بصاحبها.

قلت: فما المثال الأول؟

قال: خدعة اسمها ( خدعة الإحسان السابق )

قلت: ما هي هذ الخدعة؟

قال: عبر عنها شاعركم بقوله:

لقد أحسن الله فيما مضى كذلك يحسن فيما بقي

قلت: هذا قياس، ولعل معناه صحيح، فإن صاحب الإحسان السابق لا يستغرب منه الإحسان اللاحق.

قال: والمخادع هو الذي يلبس لباس الحق ليشتري به الباطل أو ليبيع به الباطل.

قلت: فأي باطل هذا الذي يريد ببيعه أو شراءه؟

قال: هو باطل الهوى، فهو كلما هوى شيئا اشتراه بمخادعته لنفسه، ألم تسمع قوله تعالى في خبر الرجلين المتحاورين:{ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً}(الكهف:36)؟

قلت: بلى .. ولكن كيف احتالت النفس على نفسها بهذه الحيلة؟

قال: هو قياس من أقيسة إبليس .. وذلك أنهم ينظرون مرة إلى نعم الله عليهم في الدنيا فيقيسون عليها نعمة الآخرة، وينظرون مرة إلى تأخير

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست