قلت: فهل رأوها؟
قال: وكيف يرونها، وأعينهم مغمضة؟
قلت: نطلب منها فتحها.
قال: ألم تسمع قول الحق تعالى:{ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ}(يونس: 43)
قلت: بلى، فهمت لقد قلت مثل هذا عن السمع، اصبر علي يا معلم، فإني أحيانا يبطئ فهمي.
قال: ذلك لخوفك على ما ملأك قومك به من أوهام؟
قلت: كيف، أنا لا أخاف قومي.
قال: ولكنك تخاف على معارفهم التي نشروها فيك.
قلت: لماذا أخاف عليها؟
قال: لأنك ـ مثلهم ـ تتصور العالم بصورة واحدة، فتخشى أن تكر معارف الحقيقة على صور العالم.
قلت: فما الضير في هذا؟
قال: يصبح علمك جهلا، وحقائقك دعاوى.
قلت: فما المخرج من ذلك؟
قال: السلام.
قلت: لماذ السلام؟