قال: لأنه سيجد من الحلول
ما يغير به الحقائق، ألم تسمع قوله تعالى:{ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ
بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ
أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ}(الحجر:14 ـ 15)
قلت: نعم، فالله تعالى يخبر
عن قوة كفرهم
وعنادهم ومكابرتهم للحق بحيث أنه لو فتح لهم باباً من السماء فجعلوا يصعدون فيه
لما صدقوا بذلك، بل بل أرجعوا ذلك إلى عماهم أو إلى السحر.
قال: فما سبب عمى أعينهم عن
آيات الله؟
قلت: ما جعل فيها من
الغشاوة، وما جعل في قلوبهم من الأكنة، كما قال تعالى:{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ
إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي
آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا
جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ
الْأَوَّلِينَ}(الأنعام:25)
قال: وتلك الأكنة التي منعتهم
من معرفة الحقائق ماذا تضع بدلها؟
قلت: الأوهام، والجهل، بحيث
تجعلهم يكابرون كل شيء حتى المحسوس، كما قال تعالى:{ وَلَوْ نَزَّلْنَا
عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}(الأنعام:7)، فهؤلاء كابروا ما لمسوه بأيديهم.. وقال تعالى:{ وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً
مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ