قلت: بلى، لقد قال:( كل مؤمن محموم
القلب، صدوق اللسان )[1]
قال: فمن هو محموم القلب؟
قلت: لقد عرفه a بقوله:( التقي النقي الذي لا غل
فيه ولا غش ولا بغى ولا حسد )
قال: فهذا هو قلب الزاهد بدليل قوله
a بعد هذا لما سئل:( يا رسول
الله فمن على أثره؟)، قال:( الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة )
قلت: لا أراني أعدم على هذا أمثلة،
فأكثر الأمراض النفسية ناشئة من هذا، فكل واحد يريد أن ينفرد بجميع رزق الله، ولا
يرضى لغيره أن ينافسه فيه.
قال: وما سبب ذلك؟
قلت: الحرص، بل قد ورد الحديث
المؤكد لهذا، قال a:( إن النور إذا دخل في
القلب انشرح له الصدر وانفسح ) قيل:( يا رسول الله وهل لذلك من علامة؟)، قال:( نعم
التجافى عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله )[2]