قال: كنز يرفع هامتك بين الناس،
فتدوس بقدميك سواري كسرى وقيصر، فلا تحن رقبتك إليها، وتتساقط أنواع اللآلئ
والجواهر بين يديك، فلا تمد عينك إليها.
قلت: فما اسمه؟
قال: كنز ( الاستعفاف ).. ذاك الذي
يغنيك عن الطواف.
قلت: عن الطواف بالبيت؟
قال: عن الطواف ببيوتهم.
قلت: فما الكنز الرابع؟
قال: كنز يحرك جوراحك، ويثير فضائلك،
ويجعل من عرقك لآلئ دونها لآلئ الجيد الحسان.
قلت: ما اسمه؟
قال: كنز ( الفضل ) من حازه استغنى
وأجر، يمتد بريقه ليشمل الآفاق، ويخترق أجره السبع الطباق.
قلت: فما سر كون هذه الكنوز أربعة، لم
لم تكن خمسة أو ثلاثة؟
قال: لأن الفقير ينحصر فقره في هذه
الأربع، فهو يبدأ من شعوره بفقره وحزنه عليه، فيسلمه ذلك للحرص والطمع، وهو ما
يدفعه إلى السؤال والشحاذة، أو يدفعه إلى العمل والكسب.