المساء.
التفت إلي باهتا، وقال: وما الذي ينقصني حتى تكمله؟ وما الذي يعوزني حتى توجده؟
قلت: المال والثراء، والقصور والمراكب، واللباس الجميل.. والطعام اللذيذ.
ضحك، وقال: عن أي لعب تتحدث؟
قلت: أي لعب!؟.. أنا لا أتحدث عن لعب، بل أريد نقلك من الفقر الذي تعيشه إلى الغنى الذي لا تحلم به.
قال: ومن أخبرك بأني فقير؟
قلت: سحنة وجهك، وأسمال ثيابك، وجدار بيتك.. كل ما فيك ينم عنك.
ضحك، وقال: ألم يقل لك المعلم: انظر إلى الإنسان، لا إلى أشياء الإنسان؟
قلت: أتعرف المعلم؟
قال: كلهم يعرفونه، وكلهم ينكرونه؟
قلت: كيف؟
قال: يدعوهم، فلا يستجيبون.. ويمد يده إليهم، فيقبضون أيديهم.. يصيح فيهم، فيصخون آذانهم، ويملأون الأرض لغوا لكي لا يسمعوه،