اسم الکتاب : شمائل النبوة ومكارمها المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 122
[الحديث: 437] عن ابن مسعود وغيره أن رسول
الله a خرج ذات يوم، فإذا هو بأبي
بكر وعمر، فقال: (ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟) قالا: الجوع يا رسول الله،
قال: (والذي نفسي بيده، لأخرجني الذي أخرجكما، فقوما)، فقاما معه، فأتى منزل أبي
أيوب الأنصاري، وقال ابن عمر منزل أبي الهيثم بن التّيهان، فلما انتهوا إلى داره
قالت امرأته: مرحبا بنبي الله، وبمن معه، قال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أين أبو أيوب؟) فقالت امرأته: يا
نبي الله يأتيك الساعة، انطلق يستعذب الماء، فجاء أبو أيوب، فنظر إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: الحمد لله، ما أحد اليوم
أكرم أضيافا مني فانطلق فقطع عذقا، فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ما أردت تقطع لنا هذا إلا اجتنيت
لنا من تمره)، قال: أحببت يا رسول الله أن تأكلوا من تمره، وبسره، ورطبه، ثم أخذ
المدية، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
(إياك والحلوب)، فذبح لهم، فشوى نصفه، وطبخ نصفه، فلما وضع بين يدي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، أخذ من الجدي، فجعله في رغيف،
وقال: (يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة لأنها لم تصب مثل هذا منذ أيام)، فذهب به أبو
أيوب إلى فاطمة، فلما أكلوا وشبعوا، قال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إن هذا لهو النعيم الذي تسألون
عنه، قال الله تعالى: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
[التكاثر: 8] فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة)، فكبر ذلك على أصحابه،
فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إذا أصبتم مثل هذا
فضربتم بأيديكم فقولوا باسم الله، فإذا شبعتم فقولوا الحمد لله الذي هو أشبعنا،
وأنعم علينا وأفضل، فإن هذا كفاف لهذا) فأخذ عمر العذق فضرب بها الأرض حتى تناثر
البسر، ثم قال: يا رسول الله وأنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة؟ قال: (نعم، إلا من
ثلاث: كسرة يسد بها الرجل جوعته، أو ثوب يستر به عورته، أو حجر يدخل فيه من القرّ
والحرّ)[1]
[الحديث: 438] عن عائشة أنها نصبت سترا
فيه تصاوير، فدخل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
[1] رواه مسلم والأربعة والبزّار،
وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم، سبل الهدى(7/103)
اسم الکتاب : شمائل النبوة ومكارمها المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 122