responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 89

هذا الامتحان، كيف سنخرج من بوتقة هذا الاختبار؟ هل سنخرج مرفوعي الرؤوس أم منكسي الرؤوس؟ هل سنتعامل مع عباد الله بالشكل الذي أمرنا الله تبارك وتعالى به؟ الآن وقد أصبحنا أحراراً، فهل سنتخذ الحرية وسيلة لخدمة الخالق والمخلوق، أم نجعلها وسيلة لمخالفة الله والاستكبار على الناس؟)[1]

وهذا التوضيح، وفي ذلك الوقت بالذات مهم جدا، لأنه يحفظ الثورة من أن تصبح وسيلة للأحقاد والأمراض، ذلك أن المستضعفين في الكثير من الثورات، يتحولون بسبب الانتصار إلى مستكبرين جدد، يمارسون نفس ما يمارسه المستكبرون الذين قضوا عليهم.

ولهذا اعتبر الإمام الخميني الانتصار امتحانا للتواضع، فقال: (لا يوجد أي فرق بيني أنا طالب العلوم الدينية وهؤلاء السادة أهل العلم وأنتم أبناء العشائر المحترمة والكسبة والعسكريين والإداريين والآخرين. إننا جميعاً مراقَبون الآن. مراقبة شديدة. أنه امتحان إلهي. أن النعم تكون أحياناً وسيلة للاختبار ليعمل الفاسدون الانتهازيّون عملهم ويستحقوا بذلك العذاب، ويعمل الشرفاء أيضاً أعمالهم الشريفة ويقوموا بخدمة أبناء وطنهم ليستحقوا السعادة.. إنه أمر صعب جداً أن ننجح في هذا الامتحان الذي وضعنا الله تبارك وتعالى فيه.. إن الأمر يحتاج إلى مراقبة شديدة لئلا نخرج من الامتحان لا سمح الله بنتائج سيئة.. إننا إذا خرجنا من الامتحان بنتائج سيئة فمن الممكن أن ترتفع عنا رعاية الله فنفقد الحرية ويُسلب منا الاستقلال.. إننا إذا عملنا بخلاف الموازين الإلهية واتخذنا هذه الحرية وسيلة للتعدي على المظلومين، فمن الممكن أن نعاقَب في هذه الدنيا.. وآمل أن نجازى في هذه الدنيا ولا يؤجل جزاؤنا إلى العالم الآخر! فالعقاب في العالم الآخر لا يشبه هذه العقوبات! إننا لا نستطيع تصور تلك العقوبات. إذا كنا مذنبين، إلهي! إذا كنا مذنبين، إذا اتخذنا هذه الحرية


[1] المرجع السابق، ج‌7، ص: 351.

اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست