اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 57
الإيرانية،
ورأى مدى التفاف الإيرانيين حوله، وصدقهم معه، وصدقه معهم، ذكر أن روح الله
الخميني هو روح الثورة، وأنه لولاه، ولولا تلك الجاذبية الخاصة التي كانت له في أوساط
الجماهير ما انتصرت الثورة.
فقد
أعاد ذلك لأذهان المفكرين وعلماء الاجتماع ما كتبه ماكس ويبر[1] حول أهمية كاريزمية
القائد، ودورها في انتصار الثورات والحركات التغييرية؛ فهو يرى أن هناك ثلاثة
أنواع من السلطة ذات صلة بثلاثة أنواع من السلوك: العقلاني، والتقليدي،
والكاريزمي، وهي مقسمة على أساس السمة الخاصة بالدوافع التي تستمد وجودها من
الإطاعة.
فالسلطة
العقلانية تستند إلى الاعتقاد بقانونية الأوامر، وقانونية موقعية الأشخاص الذين
يمارسون السلطة، حيث تبنى السلطة على الإيمان بقداسة التقاليد القديمة ومشروعية
مَنْ تفوض إليهم مهمة ممارسة السلطة، بيد أن السلطة الكاريزمية تبنى على التضحية
غير العادية إزاء الشخص الذي تكون قداسته أو قواه البطولية الشخصية، أو النظم
الملهم الذي يتسم به، مبرراً لذلك.
وقد
ذكر أن القوة العقلانية تؤدي في البداية إلى تغيير المحيط الاجتماعي، ومن ثم تحول
الرؤية الكونية للجماهير، أما الكاريزما فتحدث تحولاً في الحياة الباطنية للأفراد
أولاً.
وهو ـ
كما يقر بعدم إمكانية اعتبار جميع الثورات كاريزمية ـ إلا أنه يعتبر الكثير من
الثورات الحديثة تتحلى بسمة الكاريزما، وبذلك يعتبر النفوذ الكاريزمي من أكثر الوسائل
رواجاً لإسقاط الأنظمة التقليدية والقانونية، وبالتالي يتمتع بالقوة الثورية.
وبناء
على ما كتبه حول الكاريزما، وكونها تشبه العلاقة الروحية بين المريد والقائد،
[1]
هو ماكسيميليان كارل إميل فيبر (1864 –1920) كان عالمًا ألمانيًا في الاقتصاد والسياسة،
وأحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث ودراسة الإدارة العامة في مؤسسات الدولة.
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 57