اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 58
وأنها
لا تستند أحيانا كثيرة لأي أسس عقلانية أو تقليدية، وإنما تستند إلى العلاقة
العاطفية والروحية، فسرت الكثير من الدراسات سر انتصار الثورة الإسلامية في جاذبية
الإمام الخميني، أو كما عبر عن ذلك الإمام الخامنئي بقوله: (إن هذه الثورة بدون
اسم الخميني لن تعرف في أي نقطة من العالم)
ومن
تلك الدراسات ما كتبه د. منوجهر محمدي، والذي حاول أن يجمع للإمام الخميني بين تلك
القوى جميعا، العقلانية والتقليدية والكاريزمية، مبينا أن كاريزمية الإمام الخميني
لم تكن عاطفية مجردة، وإنما كانت تستند إلى سند عقلي متين.
وقد
كتب في دراسة له حول الموضوع[1] يتساءل عن سر إخفاق
النهضات السياسية الاجتماعية السابقة، أمثال الحركة الدستورية وحركة تأميم صناعة النفط، في تحقيق أهدافها على الرغم من شعبيتها، بل إنها أدّت في النهاية إلى اعتزال الجماهير الساحة، على خلاف ما حصل خلال الثورة الإسلامية، والتي انتصرت انتصارا كاسحا شاملا ـ على الرغم من كل الدعم الدولي الذي كان يحظى به النظام الشاهنشاهي ـ ومن دون اللجوء
إلى السلاح.
وقد
رأى ـ للإجابة على تلك التساؤلات ـ أن أقرب ما يجيب عليها تتبع أبعاد قيادة الإمام
الخميني للثورة، والتي تجلت في ثلاث صور، وثلاثة أدوار: الإمام الخميني بصفته
قائداً يتجلى بالكاريزمية.. والإمام الخميني بصفته زعيماً دينياً في موقع
المرجعية.. والإمام الخميني بصفته مرشداً وموجّهاً.
أما
الدور الأول والصورة الأولى المرتبطة به، فهي [الإمام بصفته قائداً يتحلى بالكاريزمية]، فأكثر البحوث ـ كما ذكر د. منوجهر محمدي ـ تشير إلى دور الكاريزما التي
[1]
انظر ما كتبه د. منوجهر محمدي من كتب حول الثورة الإسلامية الإيرانية ومنها كتاب
(دراسة حول الثورة الإسلامية)، وكتاب (الثورة الإسلامية مقارنة بالثورتين الفرنسية
والروسية)، ومنها دراسة مهمة جدا بعنوان: العلاقة بين الإمام الخميني والشعب في
الثورة، موقع دار الولاية للثقافة والإعلام، 14/08/2018، وهي التي رجعنا إليها
هنا.
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 58