اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 54
ومن
الأمثلة التي ذكرها الطريقة التي أجاب بها الإمام الخميني على رسالة ريغان، حيث
قال: (لقد كان الإمام يتعامل مع الأحداث دون مساومة ومجاملة، حيث نجده قد أجاب على
رسالة ـ وهناك رسالتان كانتا قد بُعثتا إليه من قبل الزعماء المستكبرين في العالم
أو التابعين لهم ـ وكانت ردوده في غاية الصراحة والحسم، وقد بُثّت حينها عبر الإذاعة
والتلفاز في الجمهورية الإسلامية. فقد بيّن الإمام، وضمن التزامه بالأدب، مواقفه
الصارمة والبيّنة في تلك الرسائل، وقد أجرى الإمام توكّله على الله هذا كالدم في
شرايين الشعب، فأضحى شعب إيران من المتّكلين على الله والمؤمنين بنصره والسائرين
على هذا النهج.. وإنّ عدم ثقة الإمام بالمستكبرين وعدم التصديق بهم أدّى إلى أن لا
يكترث بوعودهم أيضًا. فقد بعث الرئيس الأمريكي ريغان، وكان رئيسًا مقتدرًا، كتابًا
إلى الإمام وأرسل إليه رسالة وأوفد إليه مبعوثًا، فلم يعبأ به الإمام ولم يجب على
رسالته ولم يكترث به واعتبر وعده كأنْ لم يكن شيئًا مذكورًا) [1]
وهكذا
كان في مواقفه من قوى الاستكبار العالمي، فقد كان لا يثق فيها، ولا في وعودها، وقد
ذكر الإمام الخامنئي أن (إحدى الدول التابعة لأمريكا وعدت في مسألة نهاية الحرب
المفروضة تسليم مئات بل آلاف المليارات، غير أنّ الإمام لم يأبه بذلك ولم يثق بهم) [2]
ثم
ذكر أنه يسير على نفس مساره في هذا الجانب، فلا ثقة بوعود المستكبرين، ولا يمكن
الاعتماد على تصريحاتهم في الاجتماعات الخاصة، بل ينبغي التخطيط بعيدا عن كل تلك
الوعود، (علمًا بأنّ ذلك لا يعني قطع العلاقات مع العالم، فقد كان زعماء البلدان