اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 293
كُذِّبَتْ
رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ
نَصْرُنَا ﴾ [الأنعام: 34]، إنهم لم يقاتلوا إن الذين سيأتيهم النصر
سيقولون للذين ذهب عنهم النصر لا تـثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم، اذهبوا فأنتم
الطلقاء) [1]
وأحب
أن أذكر الذين يتصورون أن هذه الكلمات التي قالها جودت سعيد كانت في الأيام الأولى
للثورة الإسلامية حين كان الجميع محتفلا بها، ثم تغير الحال بعد ذلك، بأن ذلك غير
صحيح، فجودت سعيد كتب هذه الكلمات بعد عشرين سنة من انتصار الثورة، أي بعد كل تلك
التشويهات والحروب التي تعرضت لها، وقد قال في خاتمة مقاله: (أنا أكتب هذا بعد
مرور أكثر من عشرين عاماً على الحدث وهم مقبلون على انتخابات في غاية الأهمية
للعالم جميعاً نرجوا لهم أن يلتزموا كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وإن فشلتم
وتنازعتم فلن نيأس لأن الذي يأتي بعد هو الذي سيقتحم العقبة الجديدة وأرجوا أن
تتواصوا بالصبر وبالحق وتتواصوا بالمرحمة) [2]
بناء
على هذا سنذكر هنا ما أشار إليه جودت سعيد من الأسس التي قامت عليها الحركة
الواعية للثورة الإسلامية، والتي وفرت لها النصر، وفي أقصر مدة، وبأقل التكاليف،
وقد رأينا أنهما أساسان:
1.
التحرر من الخوف، فقادة الثورة الإسلامية استطاعوا بتعليماتهم ومواقفهم وشجاعتهم
أن يحرروا الإيرانيين من الخوف من الاستبداد، وبذلك حركوهم للمواجهة.
2.
التحرر من العنف، وهذا لا يقل عن الأساس السابق، ذلك أن كل الثورات تتفق على
التحرر من الخوف، لكنها تمارس بعد ذلك حركتها بكل أنواع العنف، قبل الانتصار