اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 263
2 ـ الاستشراف المستقبلي:
وهي من
مقتضيات الصفات التي يتمتع بها المرشد الحكيم، والذي يتعامل مع الواقع وفق الرؤية
الاستشرافية للمستقبل، وقد أشرنا إلى توفر كل تلك الصفات في قادة الثورة
الإسلامية، وكيف كانت بصيرتهم نافذة ترى كل ما يخطط لها، وتعالج كل المشاكل قبل
حلولها.
والأمثلة
على ذلك كثيرة جدا، حتى أننا نستطيع أن نصف واقعنا من خلال ما كان يذكره الإمام
الخميني، أو ما يحذر منه، ومن الأمثلة على ذلك ما تناقلته وسائل الإعلام من ذكره للمصير الذي يصير إليه الاتحاد السوفيتي، قبل سقوطه، وقد كان حينها قوة
عظمى.
وقد ذكر
الإمام الخميني ذلك في رسالة أرسلها إلى زعيمه حينذاك ميخائيل غورباتشوف في 7
يناير 1989 يحذّره من الاعتماد على الدول الغربية لحل المشاكل الاقتصادية التي
يعاني منها هذا الاتحاد، ويدعوه إلى النظر في الإسلام باعتباره البديل عن
الشيوعية.
وهي رسالة عميقة تدل على معرفة عميقة
بالشيوعية والأسس الفكرية التي تعتمد عليها، وقد ذكر فيها خلاصة الفلسفة والعرفان
الإسلامي، باعتبارهما البديل الصحيح الذي يخلص الاتحاد السوفيتي من آثار المادية
الشيوعية.
وقد قال في بداية رسالته: (على الرغم من
أن توجهاتكم وقراراتكم الجديدة من الممكن أن تمثل مجرد أسلوب في حل المعضلات
الحزبية جنباً إلى جنب مع بعض مشكلات شعبكم، غير أن هذا القدر من الشهامة في إعادة
النظر بالأفكار التي كبلت الأبناء الثوريين في العالم بقيود حديدية على مدى سنوات
طويلة، يستحق الثناء والتقدير.. وإذا كنتم تفكرون في أبعد من ذلك، فان من أولى
القضايا التي ستكلل جهودكم بالنجاح هي بالتأكيد إعادة النظر في سياسة أسلافكم
المتمحورة حول (محاربة الله) واستئصال الدين
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 263