بناء
على هذا سنذكر هنا موقفين مهمين من قادة الثورة الإسلامية يتعلقان بهذا الجانب،
ابتدأ معهما من أيام الثورة الأولى، ولا يزال موجودا إلى الآن، وهما:
1
ـ التحذير من مؤامرات الاستكبار العالمي.
2
ـ الوقوف مع المستضعفين ودعوتهم لمواجهة الاستكبار.
وسنتحدث
عن بعض التفاصيل المرتبطة بهما من خلال العنوانين التاليين:
1 ـ التحذير من مؤامرات الاستكبار
العالمي:
من
خلال مطالعتنا للواقع الإسلامي لا نجد أمة من الناس تمثلت فيها كل تلك الآيات التي
تدعو إلى البراءة من المستكبرين وعدم موالاتهم، مثلما نراه في إيران وقادتها،
والذين كلفهم ذلك الموقف الكثير من التضحيات، ومع ذلك لم يهتموا ولم يبالوا، ولا
يزالون إلى الآن يرفعون راية التبري من الاستكبار.
وسر
ذلك التبري يرجع إلى يقينهم بأن كل المؤامرات التي حصلت لإيران، أو حصلت للعالم
الإسلامي سببتها تلك القوى التي أمرت الأمة بألا تداهنها، أو تستسلم لها، ولهذا
نرى الإمام الخميني وغيره من قادة الثورة الإسلامية يؤمنون بنظرية المؤامرة،
ويشرحونها بكل دقة، حتى تفرق الشعوب بين أصدقائها وأعدائها.
ومن
الأمثلة على ذلك ما جاء في خطاب للإمام الخميني فترة نفيه في باريس، أمام جمع من
الطلبة والإيرانيين، فقد قال فيه: (إن أوضاع البلدان الإسلامية سيما تلك التي
تمتلك الثروات كإيران ـ التي تعد في طليعة هذه البلدان ـ كانت موضع دراسة القوى
الكبرى، فهؤلاء السياح الذين قصدوا الشرق منذ حوالي ثلاثمائة سنة، كانوا مبعوثين
سياسيين جاءوا
[1] كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في الذكرى
السادسة والعشرين لرحيل الإمام الخميني، شبكة المعارف الإسلامية.
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 200