اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 201
لدراسة
البلدان الشرقية، فدرسوا جميع المدن والقرى والثروات الطبيعية دراسة دقيقة حتى
الصحاري والفيافي التي تخلوا من الماء والزرع تماماً، ذهبوا إليها على الابل
ودرسوها ووضعوا الخرائط لها وتعرفوا على مكامنها من الذهب والنحاس والنفط والغاز..
درسوها بدقة ورسموا الخرائط وحددوا الأماكن وما يفيدهم وسجلوا حولها الملاحظات)[1]
وقد
كانت دراستهم الدقيقة والمفصلة لواقع لتلك البلدان ـ كما يذكر الإمام الخميني ـ
مقدمة للتعرف على مواطن قوتها وضعفها، تمهيدا لنهب ثرواتها، يقول في ذلك: (مع مرور
الوقت ازدادت خبراتهم ومعلوماتهم، حتى أن معلوماتهم باتت اكثر من معلومات الأهالي
انفسهم. وقد سجلوا كلّ ما عرفوا عن نفسيات قبائلنا التي كانت في إيران مثل قبيلة
البختيارية والقشقائية والشاهسونية. ورسم الخبراء خرائط جميع القرى من القرى
الجبلية النائية إلى بقية القرى، وأينما وجدوا ما يمكن ابتلاعه سجلوه واعدوا
انفسهم لنهبه)[2]
ثم
ذكر عن نفسه أنه كان في همدان، فجاءه أحد الأصدقاء بخريطة كبيرة، عينت عليها جميع
قرى همدان، وكانت عليها نقاط كثيرة. وقال له: إن هذه النقاط الملوّنة إشارة إلى
وجود المناجم في هذه الأماكن لم يستخرج منها شيء لحد الآن.
وكان
أخطر ما في تلك المعلومات ـ كما يذكر الإمام الخميني ـ ما يرتبط بالتمهيد
للاستعمار والسلب والنهب، يقول: (ثم قاموا بعد ذلك بدراسات نفسية لكيفية الوصول
إلى تلك المناجم الغنية في البلاد الإسلامية دون أن يواجهوا معارضة، ودرسوا هذا
المجال كثيراً. وقد وجد هؤلاء في البلاد الإسلامية أمرين يشكلان حائلًا وسدّاً أمام
أهدافهم وطموحاتهم. الأول هو أساس الإسلام. فان طبّق الإسلام كما هو وكما أراده
الله تبارك