responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 20

الإمام الخميني، وغيره من القادة السياسيين والفكريين كان لهم اهتمام شديد بالفلسفة، والعلوم العقلية، والتي أعطتهم القدرة على التحليل الجيد للأوضاع المختلفة، وكيفية التعامل معها.

ولذلك كانت مناهج دراستهم تختلف كثيرا عن تلك المنتشرة في العالم الإسلامي سواء في البيئة السنية أو الشيعية، ذلك أن الغالب على المدارس الدينية حفظ الفروع الفقهية، وتلقين الأصول الدينية، دون الغوص في العلوم العقلية، سواء تلك المرتبطة بالدين أو بالفلسفة عموما، وسنرى بعض النماذج على ذلك في الفصول التالية عند بيان قدرة الثورة الإسلامية على استقطاب الفلاسفة والمفكرين، وغيرهم، وقدرتها على صياغة خطابها بلغة عقلانية مقبولة من الجميع، حتى من غير المتدينين.

ونكتفي هنا بذكر مدى اهتمام القائدين الكبيرين للثورة الإسلامية بهذه الجوانب..

أما الإمام الخميني، فتشهد له كل كتبه ومحاضراته وخطبه بالباع الطويل في الفلسفة وعلم الكلام والعرفان، وجميع العلوم العقلية، ولذلك كان يستعمل تلك التحليلات واللغة المرتبطة بها في خطاباته جميعا، حتى الخطابات الشعبية، مع تبسيطها وتيسيرها ليفهمها عامة الناس وخاصتهم.

ولذلك دور كبير في ثقة الأمة بقائدها، ذلك أنه كلما كان مستواه العلمي والفكري رفيعا، وكلما كانت خطبه راقية، كلما كانت الثقة به أعظم، لأن الشعب يشعر حينها أنه بين أيد أمينة، لها من العلم ما ينقذها من كل تهور.

ومن خلال الاطلاع على ما كتبه الإمام الخميني في هذه الجوانب، نجده فيلسوفا ومفكرا رائدا، بل صاحب مدرسة فكرية راقية، وليس مجرد شخص مقلد أو حافظ مثلما هو الحال في الكثير من أساتذة الفلسفة في الدول العربية، والذين اقتنعوا من الفلسفة بتبني أحد مدارسها والدفاع عنها دون أن تكون لهم بصمات واضحة في مجال اختصاصهم.

اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست