وبناء
على هذا نرى كل أحاديثه تنصب حول الانتظار الإيجابي، وبيان كيفيته ومنهجه والطرق
التي تؤدي له، ويرد على تلك المفاهيم التي يشيعها المنكرون على الجمهورية
الإسلامية، والتي تصورها بمثابة المستعجل الذي أراد أن يؤدي وظائف الإمام المهدي
قبل ظهوره، ومن الأمثلة على ذلك قوله في بعض خطبه: (علينا في مثل هذه الأيام، أيام
الله، أن ننتبه ونعمل على إعداد أنفسنا لظهور الإمام.. وعلينا أن نعد أنفسنا بحيث
إذا كتب لنا أن نلقاه إن شاء الله، نلقاه بوجه ابيض. وعلى جميع الأجهزة التي تمارس
مهامها في البلاد ـ وآمل أن يتسع ذلك ليشمل سائر البلدان ـ الاهتمام بهذا المعنى وإعداد
أنفسهم للقاء الإمام المهدي سلام الله عليه)[2]
ثم
راح يفصل كيفية الاستعداد لكل جهة من جهات الدولة، وبدأ بمسؤولية وسائل الإعلام
لأهميتها وخطورتها، فقال: (ينبغي لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون، كما ذكرت كراراً، أن
تتحول إلى مركز تعليمي تربوي.. لابد لها من النهوض بمسؤولية إعداد الشعب من خلال
برامج تعليمية وتربوية. علينا أن ننتبه إلى هذا المعنى وهو أننا نعيش في عصر وفي
وقت تمكن الشعب الإيراني من تحقيق بعض تطلعاته المتمثلة في العدالة. حيث بسطوا
العدالة الاجتماعية بشكل عام وقطعوا أيدي الأشرار. والآن ينبغي لهذه الأجهزة التي
كانت في خدمة الظالمين وفي خدمة حكام الجور وإذا كان هناك أشخاص كانوا يعملون
لصالح حكام الجور في العهد السابق، فعليهم أن يعوضوا الآن عن المعاصي التي
ارتكبوها في ذلك الوقت.. إن القناة التي ينبغي أن ترى النور عن قريب تعتبر مركزاً
لبسط العدالة، وجهازاً