اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 155
الاستماع
لكلامه.. وعلى إخواننا السنة أن لا يكترثوا لهذه الدعايات التي يطلقها أعداء
الإسلام، فنحن إخوانهم، نحن وإياهم إخوة، وهذه البلاد للجميع، للأقليات الدينية،
ولإخواننا من أهل السنة، لنا جميعاً)[1]
وهكذا
يذكر الإمام الخميني كل حين أن الاستبداد الذي وقع في التاريخ هو الذي شجع الخلاف
بين كلا المدرستين، ففي خطبة له بتاريخ 9 ربيع الأول 1399 هـ بحضور بعض مشايخ
المدرسة السنية قال فيه: (إن الاختلاف بين أتباع الطائفتين والمذهبين يعود في
جذوره إلى صدر الإسلام، إذ سعى آنذاك الخلفاء الأمويون والعباسيون إلى إيجاد
الفرقة والخلاف، فكانوا يعقدون المجالس لتكريس الاختلاف، ورويدا رويدا أدى هذا
الاختلاف إلى ظهور حالة التنافس بين عوام السنة وعوام الشيعة وإلا فلا عوام السنة
عملوا ويعملون بسنة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
ولا عوام الشيعة اتبعوا الأئمة الأطهار)[2]
ثم
بين أن أئمة أهل البيت لم يكونوا يشعرون بأي تميز طائفي، بل كانوا يحرصون على
الوحدة الإسلامية، ويدعون إليها، ويحضون أتباعهم على التزامها، يقول: (لقد سعى
أئمتنا الأطهار إلى وضع الجميع في إطار المجتمع، فكانوا يصلون معهم، ويمشون خلف
جنائزهم، ولكن الأمور اختلفت تدريجيا وقام المتجبرون بمثل هذه الأعمال لإشغال
الطائفتين ببعضهما كي يتسنى لهم أن يفعلوا ما يشاءون) [3]
ثم
ذكر ـ كنموذج لذلك ـ ما حصل في إيران من استغلال الأجانب للخلاف السني الشيعي في
بث الفرقة بين المسلمين، فقال: (قبل ما يقرب من ثلاثمائة عام تم تنفيذ سياسة
أجنبية في إيران وفي الشرق استهدفت في الغالب تحقيق مثل هذه الأمور، فقد عكف