اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 14
وعند
تطبيق هذا الشرط على الإمام الخميني وعلى الكثير من قادة الثورة الإسلامية الإيرانية،
والذين اختارهم للقيادة معه وبعده، نجد هذا الشرط متوفرا، وفي أجمل وأكمل درجاته.
فالإمام
الخميني سليل أسرة هاشمية، انحدرت من سلالة الإمام موسى الكاظم، لذلك عُرف ولقِّب
باسم [آية اللَّه روح اللَّه، الموسوي، الحسيني، المصطفوي، الخميني][1]
وكان
لنسب الأسرة دوره في اهتماماتها العلمية والثورية، فقد كان لجده السيد أحمد الهندي
ـ بما له من مكانة اجتماعية ـ دور في الثورة والتمرد على الاستعمار البريطاني في
كشمير التي كان مستقرا بها حينها، وكانت خاضعة للاستعمار البريطاني؛ فاضطرت
بريطانيا لإبعاده عن كشمير في بداية القرن التاسع عشر، فاختار النجف لتكون مقره
الجديد، فأقام في النجف مدة من الزمن، إلى أن جاءت جماعة من بلدة خمين الإيرانية،
والتقت به، وعرضت عليه أن يعود معهم إلى بلدة خمين، فوافق السيد على ذلك، وعاد
معهم، وصاهرهم، وكان من ثمرة تلك المصاهرة، أن ولد له مصطفى، والد الإمام الخميني.
ثم
ما لبث والده مصطفى أن استشهد ولم تمضِ على ولادته ستّة أشهر، وذلك على أيدي قطّاع
الطرق المدعومين من قِبَل الحكومة آنذاك، وذلك عام 1320 للهجرة، وقد قامت بكفالته
وتربيته بعد يتمه والدته المؤمنة السيّدة هاجر، التي تنتسب لأسرة اشتُهرت بالعلم
والتقوى.
وهكذا
اجتمع للإمام الخميني في أول مراحل حياته، العلم والتقوى مع الألم الذي سببته
المظالم التي لحقت بأسرته، والتي جعلته بعد ذلك يشن حملته الشديدة على
[1]
كتبت كتب كثيرة تؤرخ السيرة المفصلة للإمام الخميني، وقد رجعنا في هذا المحل إلى
مقال بعنوان الإمام الخميني الهوية الشخصية، مجلة بقية الله، السنة 12، العـــــدد
141 ، وانظر: حديث الانطلاق، أنصاري، حميد، ص 12-13 .
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 14