responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 137

وهكذا عندما قال صالح عليه السلام لقومه: ﴿ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾ [هود: 61]، وقال لهم: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف: 74]، وكان يدعوهم بذلك إلى تغيير حياتهم جميعا، حتى بيوتهم لتنسجم مع شريعة الله، والفطرة التي فطرهم الله عليها.

وهكذا عندما أرسل موسى وهارون عليهما السلام لفرعون، كانا يحملون معهما مطالب تغييرية كبيرة، ترتبط بالمصريين والإسرائيليين، وقد عبر عنها موسى عليه السلام عند قوله لقومه: ﴿اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) ﴾ [إبراهيم: 6 ـ 8]

وهكذا كانت حركات جميع الأنبياء وورثتهم عليهم الصلاة والسلام تحمل أمثال هذه المطالب الشرعية، وبذلك فإن كل تلك الدعوات دعوات ثورية، لأنها ثارت على كل الانحرافات، ابتداء من الانحرافات العقدية، وانتهاء بالانحرافات السلوكية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها.

ولهذا نرى قادة الثورة الإسلامية يشبهون حركتهم وثورتهم بحركة الأنبياء عليهم السلام، لكونها لم تنهض لأجل مطالب بسيطة ترتبط بتحسين المعيشة فقط، وإنما لكونها ثورة شاملة، تبدأ بتصحيح الأفكار، وتنتهي بالعدالة في جميع مجالاتها ومراتبها.

ومن الأمثلة على ذلك قول الإمام الخميني أثناء ردوده على من يردد شعار [الدين أفيون الشعوب]: (لقد اختار الله أنبياءه من الفئات المستضعفة الفقيرة، ووضعهم في مواجهة الظالمين، وهذا يفنّد ما يقوله المغرضون من أن الأنبياء صنيعة الأغنياء

اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست