اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 136
الفصل
الثالث
الثورة الإسلامية.. والمطالب الشرعية.
الركن
الثالث من أركان انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، ومثلها انتصار أي ثورة، توفر
المطالب الشرعية التي تقنع الجماهير بالنهوض والحركة من أجل تحقيقها، ذلك أن تلك
المطالب تعتبر الدافع الأكبر المحرك للثوار، وبقدر صدقها وشرعيتها ووضوحها تكون
مصداقية الثورة وشرعيتها.
وقد
أشار القرآن الكريم إلى هذا الركن في كل المواضع التي تتحدث عن الحركة التغييرية
التي قام بها الأنبياء عليهم السلام، وبذلك فهو كله عبارة عن تلك المطالب الشرعية
التي جاء الأنبياء جميعا لتحقيقها في الواقع.
فشعيب
عليه السلام عندما نادى في قومه قائلا: ﴿ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا
لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي
أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84)
وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا
النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّتُ
اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ
بِحَفِيظٍ (86) ﴾ [هود: 84 ـ 87] كان يدعو إلى تغيير جذري بين شعبه، يبدأ
من تصحيح عقائدهم، ثم يشمل بعد ذلك كل جوانب حياتهم السياسية والاقتصادية
والاجتماعية وغيرها.
وهكذا
عندما قال لوط عليه السلام لقومه: ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا
سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ
الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ﴾
[العنكبوت: 28، 29]، كان يدعو إلى حركة تغييرية تبدأ بالأخلاق، وتنتهي بكل جوانب
الحياة.
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 136