اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 83
المسلمون فيه
الأصلح كالتي في الصعيد وأرض الشام)
وهذه النصوص والتفاصيل الكثيرة اللاحقة
لها تجعل المواطن المسيحي في البلاد الإسلامية بين أمرين: إما أن يبقى محروما من
محال للتعبد طول حياته، أو القتل، ذلك أنه يستحيل أن تفي المعابد القديمة قبل
الإسلام بالعدد الكثير من المتدينين من المسيحيين أو غيرهم، بالإضافة إلى أن في
القول بحرمة ترميم القديم من المعابد يجعل أهل الديانات أخرى في بلاد الإسلام
محرومين من كل مكان للتعبد، لأنه يستحيل بقاء المعابد القديمة قبل الإسلام إلى
اليوم من غير حاجة إلى ترميم.
وأمثال هذه الفتاوى هي التي تنطلق منها
بعض الجماعات المسلحة في هدم الكنائس المسيحية كما حصل ذلك في مصر ونيجيريا وبلاد
أخرى كثيرة، وهو أعظم تشويه لسماحة الإسلام، وأعظم خدمة للعلمانيين الذين لا يرون
صلاحية الإسلام للحكم.
ولم يكتف هارون
بذلك، وإنما راح يتدخل في شؤون المسيحيين وغيرهم الشخصية، وقد وصل الأمر إلى
اللباس الذي يلبسونه، وقد أثنى عليه بسبب هذا الموقف المخالف للإسلام ابن القيم،
فقال ـ في فصل تحت عنوان [فصل هارون الرشيد وأهل الذمة] ـ: (وأما هارون الرشيد؛
فإنه لما قلد الفضل بن يحيى أعمال خراسان، وجعفرا أخاه ديوان الخراج، أمرهما
بالنظر في مصالح المسلمين، فعمرت المساجد والجوامع والصهاريج والسقايات، وجعل في
المكاتب مكاتب لليتامى، وصرف الذمة عن أعمالهم، واستعمل المسلمين عوضا منهم، وغير
زيهم ولباسهم وخرب الكنائس، وأفتاه بذلك علماء الإسلام)[1]
وللأسف، فإن
الدليل الذي تعتمد عليه تلك الفتاوى التي استحل بها هارون تلك