اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 6
المقدمة
يحاول هذا
الكتاب ـ من خلال النماذج السبعة المختارة، ومن خلال العودة للمصادر التاريخية ـ
أن يدرس الواقع الحقيقي لتلك الأمجاد التي يفتخر بها الكثير من الناس من غير وعي
لحقيقتها المزيفة، والتي لم تزد المسلمين إلا تخلفا، ولم تزد القيم الإسلامية إلا
تشويها.
وقد دفعنا إلى
ذلك عوامل كثيرة منها:
أولا ـ نحن
مطالبون شرعا وأخلاقا بأن نشهد بالحق، ولو على أنفسنا، وألا نطفف في الموازين،
وألا نحكم إلا بالمعايير التي رسمتها لنا الشريعة، وقد رأيت أن كل ذلك للأسف قد
غُيب في التعامل مع الأحداث التاريخية، مثلما غيب في غيرها، ذلك
أن أكثر المسلمين يتغنون بأمجاد شخصيات كانت ـ كما تنص المصادر التاريخية ـ ممتلئة
بالفسوق والفجور وجميع أنواع الانحلال الأخلاقي، في نفس الوقت الذي تمارس فيه كل
أنواع الاستبداد والظلم والتشويه للحقائق، ومع ذلك نجد اعتبار كتمان تلك الحقائق
دينا وعدلا.
ولست أدري كيف
يكون الكتمان الذي وقع فيه بنو إسرائيل ونهينا عنه دينا، في نفس الوقت الذي نشيع
فيه جرائم غيرنا، ونفخر عليهم بأننا أفضل منهم، وكل ذلك تزوير وكذب، فما وقع فيه
غيرنا، وقعت فيه أمتنا، وبصورة لا تقل شراسة..
ولذلك كان العدل
يقتضي منا ـ كما أشعنا الجرائم التي أثبتها التاريخ لغيرنا ـ أن نشيع الجرائم التي
أثبتها التاريخ لنا.. فنحن لسنا أمة معصومة، ومن الخطأ أن نتعامل مع غيرنا بذلك
الكبرياء المزيف الذي يمكن لأي عاقل يعود للمصادر أن يكشفه بسهولة.
ثانيا ـ أني
رأيت أن التاريخ الإسلامي ـ بدل أن يكون مجرد أحداث وقعت في زمن ما ـ أصبح دينا يتعبد
به الناس، وأصبحت شخصياته رموزا مقدسة، وذلك ما جعل الدين الإلهي
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 6