responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 54

شآء أن يرفعها، ثم مُلكٌ جبرية، ثم خلافةٌ على منهاج النبوة)[1]

وفي رواية أخرى تحديد للفترة التي يمكن أن يطلق عليها فترة الخلفاء، وهي لا تتجاوز الثلاثين عاما، فقد قال a: (الخلافة ثلاثون عاماً، ثم يكون الملك العضوض)[2]

وبذلك فإن هارون وغيره لا يسمون في الحقيقة ـ بحسب الأحاديث النبوية الشريفة ـ باسم الخلفاء، وإنما بسم الملوك، ولم تكن خلافتهم خلافة عباسية أو أموية، وإنما كانت ملكا عباسيا أو أمويا، وليس للملك أدنى شرعية في الإسلام.

فنظام الحكم في الإسلام قائم على كفاءة الحاكم ونزاهته وتوفر قدرات الحكم فيه، لا على كونه ابن فلان، أو منتميا لأسرة من الأسر، ولذلك كان الصالحون يسمون هؤلاء الحكام باسم الظلمة، ولم يسموهم أبدا باسم الخلفاء، ولا حتى الملوك.

ومن العجيب أن يدافع الإسلاميون الذين يدعون إلى الحكم الإسلامي عن هارون وغيره من أصحاب الملك العضوض، ولا يتبرؤون منهم، ولا يعتبرونهم من المشوهين لقيم الحكم الإسلامي، وذلك ما يجعلهم في نظر العلمانيين في غاية التناقض؛ فالذي يدافع عن الحكم الملكي الاستبدادي الذي ترجع فيه كل الصلاحيات للفرد، لا يحق له أبدا أن ينادي بالقيم الإسلامية، ذلك أن كلا الندائين خطان متوازيان، لا يجتمعان أبدا.

فالعاقل هو الذي يضع موازين للحكم الإسلامي، ثم يطبقها على جميع من حكموا في التاريخ، ليرى مدى اتصافهم بحقيقة ذلك الحكم والقيم المرتبطة به، حتى لا يكون كلامه متناقضا، ومجرد دعاوى.

ومن العجيب أن هؤلاء الذين ينكرون على آل سعود بطشهم وبعثرتهم للأموال،


[1] رواه الطبراني وأحمد البزار والروياني، انظر: جمع الجوامع: 2/1191..

[2] سنن الترمذي: 4/ 436 ــ سنن أبي داوود: 5/ 36، فضائل الصحابة- للامام أحمد بن حنبل ص 17، مسند احمد ج 5 ص 221.

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست