اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 52
وإخوتها الأربعة الوليد،
وسليمان، ويزيد، وهشام، وهي عمة ثلاثة من الخلفاء: الوليد بن يزيد، ويزيد بن
الوليد، وإبراهيم بن الوليد، وجدها لأمها يزيد بن معاوية، وزوجها عمر بن عبد
العزيز، ولم يتفق هذا لغيرها فيما تقدم)[1]
وهكذا قيل في عاتكة بنت يزيد،
فقد كان من مناقبها ـ لا من مثالبها ـ كما يذكرون، أنها كانت (تضع خمارها بين يدي
اثني عشر خليفة، كلهم لها محرم: أبوها يزيد، وجدها معاوية، وأخوها معاوية بن يزيد،
وزوجها عبد الملك، وزوج ابنتها عمر بن عبد العزيز، وابنها يزيد بن عبد الملك، وابن
ابنها الوليد بن يزيد، وبنو زوجها: الوليد، وسليمان، وهشام، وابنا ابن زوجها يزيد
وإبراهيم المخلوع ابنا الوليد بن عبد الملك)[2]
وهكذا يقال في
كل أولئك الخلفاء الذين ملأوا تاريخ المسلمين دماء من أجل عروشهم، وتثبيتها، وبقاء
الحكم بينهم وبين أولادهم وبني عمومتهم.. وهو ما نراه في واقعنا اليوم في الممالك
العربية التي يتزاحم فيها أبناء الأسرة الواحدة على الملك، ويبذلون كل شيء في سبيل
تثبيته لهم ولأولادهم، ولو وهبوا كل ما وهب الله دولتهم الله من خيرات الأرض
والسماء.
ولذلك لم تُسم
تلك الدول التي حكمت بلاد المسلمين قرونا طويلا باسم الإسلام، وإنما تسمت باسم
الأسر الحاكمة ابتداء من الأمويين وانتهاء بالعثمانيين.
وكل ذلك لا صلة
له بالإسلام، فلا شرعية لحاكم في الإسلام لم تتوفر فيه شروط الخلافة الشرعية من
العلم والاجتهاد والكفاءة، ولا شرعية لحاكم لا يبايعه الناس اختيارا لا كرها،
فالشرعية مرتبطة بالقابلية الشعبية بالبيعة الشرعية، لا بالبيعة الوراثية.
لذلك كان من أول
الاختبارات التي اختبر بها هارون ليثبت كونه رشيدا أو سفيها هو